الولادة القيصرية دون مبرر طبي عنف ضد النساء

 

 

 

فى إطار أنشطة حملة 16 يوم نضال من أجل مناهضة العنف القائم على النوع الاجتماعي تصدر مؤسسة القاهرة للتنمية والقانون هذه الورقة من أجل تعريف النساء  بحقوقهن الصحية ، الإنجابية  فى أماكن تقديم خدمات الرعاية الطبية ، حال الحمل ، والولادة .

ورغم أن الإنجاب أمر طبيعي يحدث في كل ثانية حول العالم وهو لازم لاستمرار البشرية، فإن هناك بعض الممارسات العامة التي تحدث بالفعل، مثل اللجوء للولادة القيصرية من دون داع أو ضرورة طبية، وإنما لأن تكلفتها المادية أعلى، وبحسب ، لذا فإنه في غضون سنوات قليلة قد تصبح مصر خالية من الولادات الطبيعية.

كما أن هناك بعض الإجراءات المتبعة في عمليات الولادة التي يمكن تصنيفها باعتبارها عنف قائم على أساس النوع الاجتماعي مثل الفحص المهبلي المتكرر دون داعي طبي ، هذه الممارسات تحدث على الأرجح في المستشفيات التعليمية ودون استئذان السيدة، ومنها إعطاء الرضيع أول رضعة من الحليب الصناعي بعيدا عن لبن الأم ، كوسيلة لإظهار الاهتمام والرعاية الزائدة ، ولكن هذا الإجراء يحرم كلا من الأم والرضيع من حقوقهما الطبيعية ، خاصة إن لم يكن هذا الإجراء لسبب طبي.

من الممكن أن يحدث الكثير من الممارسات الخاطئة في غرف الولادة ، وأيا كان السبب وراء قيام الطبيب بهذه الممارسات ، فهو خطأ لا يمكن تبريره ، ولكن بالرغم من كل هذا التطور، لا يزال هناك العديد من الجوانب التي تجهلها الحامل وقد تعرضها لممارسات تصنف بالعنيفة في غرف الولادة ، والتي نتحدث عنها في هذه الورقة .

 

أولا : حقائق عن الولادة القيصرية :

 

  1. عام 2018 احتلت مصر المرتبة  الأولى عالميا في ارتفاع نسبة عمليات الولادة القيصرية بينما قبل ذلك بثلاث سنوات فقط كانت في المركز الثالث بعد البرازيل ، الدومينكان.
  2. نسبة الولادة القيصرية في مصر تعدت 70% لتكسر قاعدة منظمة الصحة العالمية بعدم تجاوز النسبة 10% فقط من إجمالي الولادات.
  3. حسب المسح السكاني الأخير لوزارة الصحة المصرية ارتفعت فاتورة الولادة القيصرية ل 14 مليار ونصف جنيه  في مقابل 3 مليار ونصف جنيه  للولادة الطبيعية .
  4. تصل  الولادات القيصرية الفاخرة إلى أكثر من 30 ألف جنيه في المستشفيات الاستثمارية الكبرى.
  5. نسبة الولادة القيصرية في القطاع الخاص تصل إلى 65% مقابل 35% في القطاع الحكومي معظم المصريات اللواتي يلجأن إليها خوفاً من آلام الولادة الطبيعية، إذ إن الولادة الطبيعية قد تستغرق وقتاً أطول بالمقارنة مع الولادة القيصرية، ما يدفع الطبيب في بعض الأحيان لاختصار الوقت وتحقيق ربح أكبر، الأمر الذي جعل مصر تحتل مركزاً متقدماً على مستوى العالم في عمليات الولادة القيصرية، وتجاوزت نسبة إجرائها كل المعايير الدولية المتفق عليها.

 

ويرى عدد من الأطباء أنّ طريق الجراحة القيصرية يزداد في مصر خلال السنوات الأخيرة، بسبب زيادة عدد عيادات النساء في القرى والمدن بطريقة غير مسبوقة، فضلاً عن المشاكل الكبرى التي تواجهها تلك العمليات والتي تؤدي إلى وفاة الأم أو الجنين أو كليهما معاً. يضاف إلى ذلك الأخطاء الطبية القاتلة التي قد تؤدّي إلى منع الإنجاب مرة أخرى.

 

ثانيا : متى يقتضي الأمر ولادة قيصرية؟

هناك ظروفا مجمع عليها من الأطباء تستدعي الولادة القيصرية منها :

  1. وضع الجنين فقد يكون وضع الجنين في الرحم غير مناسب للولادة الطبيعية فيقتضي الأمر اللجوء إلي القيصرية .
  2. أيضا حجم الجنين  قد يكون كبيرًا لا يمكن تمريره من الرحم .
  3. الحالة الصحية للأم قد تكون ضعيفة الطاقة بسبب سوء التغذية على سبيل المثال ، وحينها لا يمكنها الولادة الطبيعية لأنها تحتاج إلي طاقة كبيرة لتحمل آلام الولادة.
  4. من الممكن أن يكون لدى الطفل عيوب خلقيه تظهر أثناء فترة الحمل مثل خروج الأمعاء من بطنه بسبب ضعفها وحينها يلجأ الطبيب للولادة القيصرية لأن الولادة الطبيعية ستؤدي إلي تهتك الأمعاء .

 

ثالثا :مخاطر الولادة القيصرية:

هناك الكثير من المشاكل، من بينها:

  1.  تمزُّق في العضلات الرحمية أثناء الولادة لعدم خبرة الطبيب العالية في العملية، عدا عن أورام في الرحم.
  2.  عملية الولادة القيصرية ليست سهلة كما يعتقد البعض، وإنما تترك أثراً شديداً في البطن، وتتسبب في إضعاف عضلات البطن لدى النساء بخلاف الولادة الطبيعية.
  3.  إضافة إلى نزيف في جدار الرحم، وأحياناً تشوه الجنين.
  4. في بعض الأحيان، تؤدي إلى استئصال الرحم والتوقف بعدها عن الإنجاب تماماً.
  5. ومن بين أضرار الولادة القيصرية أن المرأة تتعرض لتخدير نصفي قد يتسبب في مشاكل لاحقاً، ويترك جروحاً لا تلتئم إلا بعد فترة من الزمن، أو التهابات مكان الجرح أو في المسالك البولية، وغيرها.

 

رابعا : ما هو الحل لتلافى ارتفاع نسبة الولادة القيصرية فى مصر ؟

ترتفع  نسب معدلات الولادة القيصري في مصر لعدة أسباب منها :

 

  1. خوف الأطباء من المساءلة القانونية في حالة حدوث مضاعفات للأم أو الطفل .
  2.  قلة التدريب للأطباء حديثي التخرج بسبب إمكانية حدوث مضاعفات للمريضة أثناء التدريب.
  3. يلجأ إليها بعض الأطباء من معدومي الضمير بسبب زيادة العائد المادي الخاص بها مقارنة بالولادة الطبيعية ، بالإضافة لكون الجراحة القيصرية لا تستغرق أكثر من 40 دقيقة مقارنة بالولادة الطبيعية التي يمكن أن تمتد لأكثر من يوم كامل.
  4. الولادة الطبيعية أصعب بكثير من القيصري لأنها تحتاج إلي وقت قد يستمر لساعات طويلة تتطلب خلالها مراقبة الطبيب المستمرة للأم والجنين ومتابعة العلامات الحيوية لكل منهما.

 

وترى مؤسسة القاهرة للتنمية والقانون أن الحل لتلافى ارتفاع نسبة الولادة القيصرية في مصر يمكن أن يكون  من خلال تبنى وزارة الصحة لإستراتيجية مناسبة تخاطب كل المؤسسات العلاجية سواء الحكومية أو الخاصة حيث أن زيادة معدلات الولادة القيصرية مشكلة لا تقتصر على المستشفيات الخاصة فقط ، وذلك طبقا لمعايير وسياسات خاصة بتدريب ، وتغيير سلوك الأطباء وتثقيف الأمهات والآباء لتفضيل الولادة الطبيعية ، وتلافي العمليات القيصرية إلا عند الضرورة، طبقا للإمكانات المتاحة فى المستشفيات المصرية، بحيث تكون هذه الضوابط ملزمة لجميع الأطباء والهيئات من العاملين/ات في هذا المجال.

 

خامسا : ما هي حقوق النساء في غرفة الولادة؟


وتستسلم الكثيرات لجميع الإجراءات التي يتخذها الطبيب حتى لو لم يفهمن السبب، لكن يترتب على ذلك لاحقا مزيد من المتاعب، لذا فإن على النساء معرفة حقوقهن قبل الولادة وفقا للمعايير الدولية، وهي:

1- لا يحق لمقدم الخدمة الطبية (مستشفى أو مركز ولادة أو طبيب/ة أو ممرض/ة ) إجبار السيدة على الخضوع لإجراء طبي دون موافقتها، حتى لو كان ذلك سيؤثر على حياة الجنين، ومن جانبها يمكن للمستشفى رفض تقديم الخدمة في هذه الحالة.

2- يجب أن يُعلِم الطبيب السيدة بالإجراء الطبي الذي يتم اتخاذه، وأن يتأكد أنها قد فهمت تماما أبعاده.

3- للمرأة الحق في رفض التعامل مع طبيب أو ممرض محدد، وطلب استبداله بآخر.

4- لا يحق لمقدم الخدمة الطبية تقديم حليب صناعي أو أعشاب طبيعية دون موافقة من الأم.

5- يحق للمرأة طلب التواصل مع إدارة المستشفى للإبلاغ عن أي انتهاك تعرضت له في غرفة الولادة.

 

مؤسسة القاهرة للتنمية والقانون